نشرت صحيفة “جون أفريك” الفرنسية تقرير مطول عن تاريخ نشأة كرة القدم المغربية وعن أهم المراحل الصعبة التي مرت بها سواء قبل أو بعد الإستقلال، وذلك بمناسبة الخلاف الآخير بين نهضة بركان واتحاد العاصمة الجزائري حول قميص الخريطة المغربية.
وتطرق تقرير “جون أفريك” لحدث تاريخي مهم لا يمكن محوه من طرف العسكر الجزائري، والذي يتحدث عن قرار تجميد النشاط الكروي للمغرب سنة 1959 من طرف الفيفا بعد خوضه مباراة استعراضية أمام فريق “جبهة التحرير الجزائرية”.
فقد كان المغرب داعما أساسيا لجبهة التحرير الجزائرية بحيث كان يحتضن ثكنة لهذه الجبهة بالمنطقة الشرقية المغربية، دعما لهم على الاستقلال من المستعمر الفرنسي.
في سنة 1956، نجح المغرب في طرد المستعمر الفرنسي والإسباني مما مكنه من تأسيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والإنضمام للإتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، ليصبح متمتعا بالشرعية الدولية التي لم يحصل عليها الجزائر الذي كان غارقا في تلك الفترة في بحر الإستعمار والتنكيل من طرف فرنسا.
في سنة 1958، قررت جبهة التحرير الجزائرية تأسيس فريق لكرة القدم حتى تتمكن من إيصال رسالتها للعالم، لكنها لم تستطيع تنظيم أي مباراة على اعتبار أن جميع الدول تخشى غضب فرنسا، إلا أن المغرب قرر سنة 1959 تنظيم دورة ودية أُطلق عليها إسم المُقاومة الجزائرية جميلة بوحيرد، بحيث واجه المنتخب الوطني المغربي ضيفه فريق جبهة التحرير الجزائري “غير معترف به دوليا ولا من الفيفا”.
وهي الخطوة التي أغضبت فرنسا ودفعتها للضغط على الفيفا من أجل تسليط أقصى العقوبات على المغرب، ولأن الفيفا آنذاك لم تكن بتلك القوة التي عليها الآن، قررت تجميد نشاط المغرب لأجل غير مسمى مما حرم أسود الأطلس من المشاركة في النسخة الثانية لكأس أمم إفريقيا.
وفي سنة 2024 (للأسف الكبير)، الجزائر تُقرر منع فريقها اتحاد العاصمة من مواجهة نهضة بركان احتجاجا على خريطة المغرب مواصلة حشر أنفها في سيادة المغرب…لكن هيهات هيهات!