هل كان يعي رشيد الطالبي العلمي وزير الشباب و الرياضة دلالات و معاني الكلمات التي ألقاها خلال الندوة الصحفية التقديمية لدورة الألعاب الافريقية قبل أيام؟ هل يدرك الوزير صعوبة رفع سقف التحدي عاليا حينما اعتبر الهدف هو بلوغ المستوى التنظيمي للألعاب الأسيوية باعتبارها الأفضل؟ هل يراقب سيادة الوزير اللجان العاملة تحت إمرته و يتتبع عملها للوقوف على مستوى العمل و ما تحقق على أرض الواقع بعيدا عن الآمال؟
هذه الأسئلة و غيرها تستمد مشروعيتها من البوادر غير المطمئنة التي ظهرت حتى الآن مع انطلاق منافسات كرة القدم و الجيدو و كرة الطائرة الشاطئية في انتظار حفل الافتتاح الرسمي الاثنين.
يعتبر التواصل أحد أهم الركائز في نجاح أي بطولة أو دورة رياضية لذلك باتت الاتحادات و الهيئات و المؤسسات الرياضية تولي الاتصال بجميع أنواعه أهمية كبيرة سواء تعلق الأمر بوسائل الإعلام حينما يتعلق الأمر بالتعامل الاحترافي المهني أو بوسائل التواصل الاجتماعي في الشق المتعلق بالإعلام الجماهيري.
اللجنة المنظمة خصصت قاعة صغيرة في قاعة الأمير مولاي عبدالله بالرباط ليكون مركز الإعلام الرئيسي في دورة يقال إنها الأكبر و تشهد مشاركة قياسية وهو اختيار غريب فضلا عن تخصيصها لتسليم بطاقات الاعتمادات لجميع المشاركين بدل تخصيص مكاتب خاصة للوفود الرسمي و أخرى للإعلاميين.
مهمة المكتب الإعلامي تنتهي بتسليم بطاقات الاعتماد الصحفيين دون أي وثيقة إضافية أو أخبار شافية أو حتى محاور يمكن استقاء أبسط المعلومات منه في غياب تام لمسؤولي التواصل في اللجنة المنظمة دون الحديث عن مطبوعات خاصة بالمنافسات وغيرها من التفاصيل الضرورية في مثل هذه الدورات الرياضية الهامة.
المعمول به في مثل هذه المناسبات أن تخصص اللجنة المنظمة دليلا خاصا يتضمن المعلومات الأساسية عن البطولة و عن البلد المنظم يغني الضيوف بما فيهم الصحفيين عن تضييع ساعات طويلة في البحث و الأسئلة البديهية الضرورية لأي أجنبي يطأ أرضا جديدة عليه.
غياب التواصل لا يتوقف عند الحد بل يصل حد الانتقاء في توجيه الدعوات لحضور ندوة صحفية لتقديم الصحفيين الشباب المشروع الذي يرعاه الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية بالتعاون مع مجموعة من الهيئات والمؤسسات الدولية عبر العالم.
إذا كانت اللجنة المنظمة قد نجحت في تأهيل مجموعة من المرافق الرياضية و البنيات التحتية فإنها فشلت لحد الآن في الجانب التنظيمي المتعلق أساسا برأس المال البشري باعتباره حجر الزاوية وهي النقطة التي ربما لم يضرب لها سيادة الوزير حسابا عندما رفع سقف الطموحات عاليا.