كشفت لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب مجموعة من الاختلالات التي طالت عملية تعشيب مجموعة من ملاعب كرة القدم في المغرب بالعشب الاصطناعي في خلاصة تقريرها الذي قدمته قبل أيام بنهاية مهمتها الاستطلاعية المؤقتة.
ورصدت اللجنة الفوارق المثيرة للاستغراب في تكلفة بعض الملاعب مقارنة بأخرى بلغت في بعضها 3.6 مليون درهم مؤكدة الارتفاع غير المبرر لتكلفة الملعب البلدي بالصويرة البالغة أكثر من 9 ملايين درهم مقارنة بملعب الحسن الثاني بهوارة البالغة تكلفته أكثر من 7 ملايين درهم مسجلة غياب معايير موضوعية واضحة في تحديد كلفة كل ملعب.
و سجلت اللجنة كذلك غياب دراسة جيوتقنية قبلية لبعض المشاريع مما ضيع على المالية العمومية مبالغ مهمة كما حدث في ملعب سيدي افني الذي وصلت فيه الأشغال مراحل متقدمة قبل أن تجرفه الفياضات.
مشروع تكسية الملاعب بالعشب الاصطناعي همت 44 ملعبا اقترحت جامعة كرة القدم 19 منها بناء على معيار ممارسة الأندية في أندية الهواة في حين أن 25 ملعبا الباقية اختيرت من قبل الوزارة بناء على تعليمات وزير الشباب و الرياضة حينها.
و بعد تواصل النواب مع الوزير و مدير الرياضات و المهندس المكلف في الوزارة أبدت اللجنة استياءها من عجم تمكينها من بعض الوثائق في حين أن وثائق أخرى كانت غير كافية و غير موقعة من قبل مصالح الوزارة مسجلة تضاربا في الوثائق المتوصل بها من الجامعة و الوزارة و غيابا للشفافية في اختيار الملاعب المستفيدة من التعشيب وعدم احترامها للمعايير المنصوص عليها.
و كشفت لجنة الاستطلاع عن وجود مشاكل بخصوص الوضعية القانونية للوعاء العقاري بسبب غياب دراسات طبوغرافية جيوتقنية حول أرضيات الملاعب و خصوصياتها و تقصير واضح بسبب التأخر في التسليم النهائي لبعض الصفقات كما ه الحال بالنسبة لملعب مولاي عبدالله بالرباط و توقف الأشغال ببعض الملاعب وهو ما بررته الوزارة بالتساقطات المطرية رغم أن الأمر يتعلق بمدن تشهد مناخا صحراويا جافا مثل طانطان و وارزازات و سيدي افني و تزنيت و بوجدور و كلميم.
و حملت اللجنة المسؤولية للوزارة في عدم تتبع المشاريع بغية احترام مدة الإنجاز التي تجاوز بعضها سنتين في حين أن العقد ينص على 8 أشهر فقط مستفسرة عن نظام السقي و غياب الآباء بناء على محتوى الصفقات.
وقد بلغت الكلفة الإجمالية للمشروع أزيد من 286 مليون درهم.