” وصلت مقاطعة إيووا في الوسط الغربي من الولايات المتحدة الأمريكية في إطار منحة دراسية لمواصلة تداريبي هناك. فوجئت بالأجواء الباردة بسبب التساقطات الثلجية. بعد أسبوع من وصولي توفي والدي في حادث سير . كنت حينها قريبة من العودة من حيث أتيت لولا أنني بقيت لكي أحقق حلمه.” بهذه العبارات وصفت نوال المتوكل جانبا من رحلتها في المضمار في جلسة بوح افتراضية مع مجموعة من الصحفيين الشباب من مختلف أنحاء العالم يوم الثلاثاء ضمن برنامج تدريبي (AIPS E-COLLEGE) يشرف عليه الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية.

لقاؤها بالعداء النيجيري سنداي أوتي في هلسنكي على هامش مشاركتهما في بطولة العالم في غشت 1983 كان لحظة فارقة في حياتها عندما وعدها أوتي باقتراح إسمها للحصول على منحة دراسية في ولاية أيوا وهو ما حدث فعلا عندما توصلت بعدها برسالة غير عادية تتضمن مجموعة من الوثائق، لتنطلق بعدها رحلة نحو المجد.
المتوكل وصفت رحلتها إلى أمريكا بنقطة التحول في حياتها التي مكنتها لاحقا من التتويج بالذهب الأولمبي سنة 1984 في لوس أنجليس مدونة إسمها في سجل التاريخ الرياضي بصفتها أول مغربية و عربية و إفريقية ومسلمة تتوج بميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية ملهمة بنات جنسها لدخول مضمار ظل حكرا على الرجال حتى ذلك الحين.
و استعرضت البطلة الأولمبية جوانب من حياتها و المسار الذي اتخذته الأحداث سواء قبل أولمبياد لوس أنجليس أو بعد ذلك مؤكدة أن ولع والديها بالرياضة هيأ لها الأجواء للانطلاق نحو تحقيق حلمها رغم ما رافق ذلك من صعوبات ومطبات وحواجز مثل مسابقة 400 حواجز كادت توقف مسيرتها لولا دعم محيطها القوي الممثل تحديدا في المدربين بات مونيهان و رون رينكو اللذين لعبا دورا كبيرا في تطور مستواها التقني و دعمها النفسي لتجاوز مختلف الإحباطات.
” أقل من 55 ثانية، تلك هي المدة الزمنية التي تطلبتها الرحلة من الظل إلى النور أو (FROM ZERO TO HERO)” بهذه العبارة تصف نوال مسار حياتها في الجانب المتعلق برحلة الاعتراف و إثبات الذات.
خضوعها لعملية جراحية و تكرار الإصابات أنهى علاقة نوال الشابة المغربية مبكرا في المضمار فارضا عليها اعتزالا في عز تألقها لكن كفاحها من أجل المساواة و تمكين الإناث تواصل في شق أكاديمي بدراسة الإدارة الإدارية لتقطف ثمار ذلك بعد سنوات باعتراف دولي تجلى في بلوغها أعلى مراتب التسيير و التدبير الرياضي سواء في الاتحاد الدولي لألعاب القوى أو اللجنة الأولمبية الدولي فضلا عن تقلدها حقيبة الشباب و الرياضة مرتين.
لما يزيد عن ساعة ظلت أعين الصحفيين الشباب و آذانهم مركزة كليا على شاشات أجهزتهم الالكترونية لمتابعة كل كلمة تفوق بها نوال المتوكل عن رحلة فتاة مغربية شابة بدأت من الصفر لتجد المجد و تقود حملة من أجل تمكين الفتيات و السيدات و الشابات من فرص لإثبات ذاتهم في عالم يتجدد سواء من خلال عملها في مختلف الأجهزة الرسمية محليا و دوليا أو من خلال عملها الجمعوي عبر الجمعية المغربية للرياضة والتنمية.