الرأي- عبد الصمد واحمودو
توقفت عجلة الإقتصاد العالمي عن الدوران بشكل شبه كلي، إذ انخفظت أثمنة البيترول في السوق العالمية بشكل ملحوظ، وذلك بفعل تجاوز الكميات المعروضة الحاجيات المتطلبة في ظل الشلل والركود الذان أصابا حركة البشر في مشهد لم تعش الكرة الأرضية مثله من قبل، بسبب الحرب الباردة التي دخل فيها المجتمع البشري الدولي مع عدو غير مرئي يطيح بمئات الأرواح يوميا، علما أنه إلى حدود اللحظة، يبقى العدو هو الأقوى بتفوقه على العلم، هذا الأخير الذي عجز عن اختراع السلاح المناسب للقضاء على كوڤيد 19، متبثا بذلك فشله.
ومع استمرار الحرب التي يأتي فيها كورونا على الأخضر و اليابس دون تمييز بين شاب وعجوز وغني وفقير، فلم يبقى للكائن البشري، إلا الفرار من العدو بالإختباء داخل المنازل لعله الخيار الصائب للنجاة من جشعه، وفي ظل هذا الوضع الذي أحدث اضطراب غير مسبوق في النشاط البشري، فلا شك أن طبقة الأوزون ستكون أسعد ما في مجرتنا، بعد توقف استهلاك البيترول والإنتاج الصناعي الذان يخلفان ثنائي أكسيد الكاربون، ما أدى إلى انهيار أسعار البيترول بشكل كبير، ليكون ذلك عامل من العوامل المباشرة و المؤثرة ، في تغيير أكبر الشركات الصناعية في العالم، نشاطها الصناعي من إنتاج السيارات و البواخر و الطائرات و الأسلحة، إلى إنتاج الأجهزة الطبية التي من شأنها انقاد الأرواح البشرية التي تتساقط تباعا في الحرب ضد “كوڤيد-19” على المستوى العالمي.
ولا شك أن العديد من الدول التي يشكل النفط عمود اقتصادها ستتأثر كثيرا بالركود الذي يعرفه العالم، الأخير الذي لم يتنبء له أحدا يوما ما بالتخلي عن النفط، فكما نعلم جميعا فاللبنة الأولى التي بني عليها الإقتصاد المغربي هي السياحة، ومع دوام الحرب فالمغرب لن تكون درجة تأثر اقتصاده أقل من الدول النفطية بل أشد منها، لكن هذا لن يمتد طويلا بفعل الرؤيا الإستراتيجة للملك محمد السادس الذي أطلق، قبل 12 سنة، إحدى المشاريع الكبرى التي ستعود على المملكة بالنفع وستجني ثمارها خلال هذه الظرفية، حيث أصبحت بلادنا بفعل مخطط المغرب الأخضر اليوم تحقق الإكتفاء الذاتي على مستوى الخضر و الحوامظ و اللحوم الحمراء و البيضاء، بل و أصبح المغرب من بين المزودين النشطين لبعض الدول الأوروبية بالمنتوجات الفلاحية، في زمن الحرب العالمية الثالثة التي أعلنها” ڤروس كورونا” المستجد.
وإن كانت المملكة المغربية تصدر الخضر و اللحوم و الفواكه التي أصبحت أول اهتمام البشر في هذه الظرفية ، عوض البيترول، فهل يساهم هذا في انتهاء الأزمة بين الرباط و الجزائر العاصمة، فالكل يدرك أن اقتصاد الجارة الشرقية يعتمد على الغاز و النفط وفي ظل الركود الذي تعرفه أسواق الطاقات الأحفورية، فلابد أن يتحرك عبد المجيد تبون لتوفير الأمن الغدائي للشعب الجزائري الذي يفوق 42 مليون نسمة، حسب تقديرات سنة 2018، ومع شدة الأزمة التي يعيشها العالم يبقى احتمال لجوء الجزائر للسوق المغربية قصد تأمين وتوفير الخضروات واللحوم بأسواقها وارد جدا، ما يحي أمال الشعبين في التفاوض من أجل التفاوض لإلغاء الحدود الرية والجوية بين الطرفين، بعد انتهاء الحرب.