مازال مسلسل الصراعات دخل الكاف مستمرا وينذر بمزيد من التوتر بين مكونات الهيئة القارية بوجود قوى معارضة للتغيير منذ إبعاد الكاميروني عيسى حياتو و تخوف الجهات التي كانت مستفيدة من شبكة المصالح المتشابكة من فقدان مواقعها داخل مركز القرار.
آخر حلقاته تتمثل في المحاكمة غير المسبوقة لأحد أعضاء المكتب التنفيذي و النائب الثالث للرئيس المغربي فوزي لقجع بسبب الشكوى المرفوعة عليه من قبل الاتحاد الاثيوبي لكرة القدم بدعوى اعتدائه على الحكم باملاك تيسيما و إهانته له بعد مباراة إياب نهائي كأس الاتحاد الافريقي بين الزمالك ونهضة بركان.
لجنة الانضباط اجتمعت الثلاثاء في غياب فوزي لقجع لأسباب صحية فتعذر عليها اتخاذ القرار ما لم تسمع لرأي المعني بالأمر.
المثير أن الحكم تيسيما سحب شكواه في رسالة رسمية أعلن فيها تخليه عن متابعة لقجع في حين لم يقدم الاتحاد الاثيوبي على الخطوة نفسها إلى حدود اللحظة.
ما يثير الشكوك حو محرك هذه الدعوى في هذا التوقيت بالذات هو تسريب الحكم في غياب عناصر المحاكمة العادلة من قبل اللجنة التي يرأسها المحامي الجنوب افريقي رايموند هاك العضو النافذ و الوسيط في محكمة التحكيم الرياضية الذي تقلد مجموعة من المهام في عدد من الهيئات الدولية.
تسريب خبر الإيقاف بهذه السرعة قبل الاستماع للمتهم يفضح النوايا المسبقة للجنة الانضباط و جاهزية الحكم منذ مدة خصوصا وأن الخطوة التي أقدم عليها الاتحاد الاثيوبي غير مسبوقة و تطرح الكثير من علامات الاستفهام نظرا لوجود حالات أخطر بكثير مرت مرور الكرام دون أدنى شكاية أو عقاب.