11 شهرا و 3 أسابيع مضت بعد خروج منتخبنا الوطني من دوري المجموعات في كأس العالم بروسيا، خروج مر المذاق إذ كان الشعور العام السائد حينها أن الفرصة كانت سانحة للمرور إلى أدوار متقدمة نظرا لسوء حال منافسينا آنذاك، دون الحديث عن سوء تقدير الحكام في بعض الحالات ضد فريقنا الوطني….
وها نحن على أبواب نسخة جديدة من البطولة القارية في حلتها الجديدة 24 فريق، و التي أعطت الفرصة لبعض المنتخبات للضهور لأول مرة في النهائيات (موريتانيا، مدغشقر.).
نسخة تطمح المنتخبات التقليدية للتتويج بها (مثل مصر و نيجيريا و الكاميرون……..)، طموح تتقاسمه مع المنتخبات التي تعد من القيم الثابتة في القارة السمراء (المغرب، السينغال، مالي، ساحل العاج، تونس، الجزائر….).
المنتخب المغربي يلعب في مجموعة تضم كلا من ساحل العاج و جنوب افريقيا وناميبيا، مجموعة في المتناول على الورق لكن كرة القدم الحديثة أكدت لنا أن المباريات تحسم في رقعة الملعب وليس على الورق.
ناميبيا منتخب شبه محلي لكون جل لاعبيه يمارسون في الدوريين الناميبي والجنوب الافريقي زيادة على الدوري الزامبي في حين يضم لاعبا وحيدا فقط محترف في دوري الدرجة الثانية الإنجليزية.
منتخب ناميبيا ككل الفرق المتواضعة فنيا يلجأ الى التكتل في نصف ملعبه معتمدا على اللعب المباشر والتحول السريع واستغلال سرعة لاعبي الخطوط الأمامية سواء لعب بمهاجمين (4-4-2)كما كان الحال في التصفيات أو بمهاجم وحيد (4-1-4-1)على غرار كأس كوزافا التي تجمع منتخبات جنوب القارة التي أقيمت آخر شهر مايو (حيث خسر أمام مالاوي وفاز على الموزمبيق و جزر السيشال). لكنه فاجأ منتخب غانا في أول مباراة ودية لعبها في مقر معسكره الإماراتي.
ساحل العاج منتخب، وإن كان يعيش بعض التخبطات وعدم الاستقرار في السنوات الأخير، يبقى من أقوى المنتخبات الافريقية التي تعج باللاعبين المميزين الذين يمارسون في الدوريات الاوربية. و يبقي أبرزهم لاعبو خط الهجوم (نيكولا بيبي و ويلفريد زاها و ماكسويل كورني و ويلفريد بوني.
منتخب الأفيال رفع معنوياته قبل البطولة بفوزه على نظيره الكاميروني بنتيجة 3-1 في المباراة الودية التي جمعت الفريقين في فرنسا نهاية الأسبوع المنصرم، قبل خوض مباراتين وديتين في معسكره الثاني بأبوظبي ضد أوغندا 14 وإثيوبيا يوم 18.
أما جنوب افريقيا، الذي يمثله لاعبون محليون وآخرون يمارسون في دوريات متواضعة، ففقد هو الآخر بريقه في السنوات الأخيرة، علما بأنه سيواجه وديا كل من غانا يوم 15 يونيو وأنغولا يوم 19 قبل البداية الرسمية يوم 24 ضد المنتخب العاجي.
إذا كان كل المراقبين والتقنيين يرشحون المنتخب المغربي للفوز، البعض بمراجعة الأسماء التي تمثل المغرب والبعض الآخر من أجل التخلص من الضغط وتركه على كتف اللاعبين المغاربة، فإنه يتوجب علينا توخي الحذر والتعامل مع كل مباراة على حدة حتى لا نتفاجأ. هناك العديد من المنتخبات القوية التي تملك خبرة في التعامل مع البطولات المغلقة وتجيد التعامل مع الأجواء الافريقية، أمور طالما افتقدناها نحن المغاربة …
علينا تحديد الأهداف الواحد تلو الآخر فإذا كان التأهل من دور المجموعات مطلوب و منتظر فالفوز بالمركز الأول يجنبنا ملاقاة متصدر المجموعة الخامسة التي تضم تونس و مالي و موريتانيا وأنغولا لنواجه ثالث المجموعة الثانية أو الخامسة أو السادسة.
جميل بنواحي مدرب وطني