لماذا تراجع كريستوف ليفيل عن الالتحاق بالجهاز التقني للمنتخب المغربي في آخر لحظة و فضل خوض تجربة أخرى في بلاده مع نادي ليون الفرنسي؟ ما الذي دفعه إلى التخلي عن فرصة العمل في منتخب وطني و الاستعاضة عنه بفريق محترف بعد الاتفاق على كافة التفاصيل؟ هل تداعيات كورونا وحدها السبب وراء قراره الاستمرار في العمل في الدوري الفرنسي بدل خوض تجربة إفريقية؟
قد تبدو هذه الأسئلة غير ذات معنى ما دام أن تراجع شخص ما عن ارتباطاته أمر عاد يمكن تفسيره بالعديد من الأسباب التي تدفع لإلغاء العقد سواء قبل إنهائه أو بعد توقيعه، لكن عندما يتكرر الأمر آنذاك يصبح التساؤل مشروعا عن الدوافع و الأسرار الكامنة وراء ذلك؟
ليفيل كان قريبا من الانضمام إلى معسكر المنتخب المغربي في مارس الماضي لمباشرة مهامه الجديدة مدربا لحراس الأسود قبل أن توقف كورونا كل شيء و يعيد بالتالي ترتيب أولوياته مفضلا عرضا مغريا من نادي ليون الفرنسي لتعيض غريغوري كوبي الذي فضل خوض تجربة أخرى.
قبل ليفيل رفض أليكس فرحي مدرب اللياقة البدنية التوقيع مع جامعة كرة القدم بعدما فاتحه وحيد خليلودزيتش لكونهما عملا معا في نادي ليون ليستقر المقام بالأول في نادي ليون كذلك إلى جانب ليفيل.
و قبل ليفيل و فرحي سبق لمدرب اللياقة البدنية سيريل موان أن اعتذر لصديقه و زميله في الملاعب عن الانضمام إلى فريق عمله مفضلا المزاوجة بين عمله في نادي نانت و المنتخب الفرنسي مع ديديي ديشان.
وللعلم فسيريل موان ظل رفيق الدرب لوحيد في السنوات الماضية حيث عملا معا في رين و ترابزون سبور التركي و نانت و منتخبي الجزائر و اليابان.
فهل يكون الأمر مجرد مصادفة أن يرفض الثلاثة عروض الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في الأشهر الأخيرة رغم ما يشكله العمل مع المنتخبات الافريقية من تحديات؟
حسب مصادر مطلعة فإن للأمر علاقة مباشرة بطريقة تدبير كرة القدم المغربية وعدم اقتناع المدربين السالفي الذكر بمشروع جامعة لقجع فرفض المدربين العمل في بلادنا راجع لعدم اقتناعهم بجدوى خوض التجربة خصوصا وأن سيريل موان التحق بعدها بالمنتخب الفرنسي ويصعب على مدرب التخلي عن فرصة العمل مع أبطال العالم لدخول مغامرة غير محمودة.
أمر آخر يتعلق بالطريقة التي تدبر بها جامعة الكرة علاقاتها مع المدربين فالجميع يتذكر الأسلوب المتبع في التخلص من المدربين آخرهم هيرفي رونار و مساعده باتريس بومل و نعلم علم اليقين أن المدربين يستشيرون بعضهم البعض قبل الإقدام على خطوة التعاقد مع جهة ما بغض النظر عن المغريات المادية المعروضة.