في الوقت الذي كان منتظرا أن تشكل إقامة كأس افريقيا للأمم لكرة القدم داخل القاعة في المغرب فرصة لنفض الغبار عن هذه اللعبة المغبونة من عدة جهات من أجل الترويج لها أكثر و التعريف بها بين الجماهير المغربية والمساهمة في إشعاعها محليا شهدت البطولة إبعادا لذوي الاختصاص خصوصا من الناحية الإعلامية.
مناسبة الحديث هجوم لاعبي و مدربي كرة القدم العشبية على منابر الإعلام الرسمي و الخاص لتحليل منافسات البطولة الافريقية مع العلم أن معارفهم في هذه اللعبة معدومة ولا يحق لهم منطقيا الارتماء على اختصاص غير اختصاصهم، منطقهم و منطق من يستدعيهم هو المثل المغربي القائل “الخيل مربوطة”.
فقد عبر العديد من مدربي و عشاق كرة القدم داخل القاعة عن استغرابهم لتهميش الطاقات المغربية في اللعبة رغم ما يتوفرون عليه من معارف و تجارب سواء في المغرب أو خارجه و دعوة لاعبي كرة القدم العشبية للحديث عن لعبة لا يفقهون أبجدياتها فبدل الاعتذار عن تلبية الدعوى تراهم يتسابقون على استديوهات التحليل لاحتلال واجهة الإعلام بدل احترام أنفسهم أولا قبل احترام زملائهم.
و يتساءل العارفون بخبايا الأمور عن السر وراء تهميش ذوي الاختصاص رغم تواجدهم وتفرغهم للحديث عما يفقهوا فيه مثل حسن غويلة الحاصل مؤخرا على ديبلوم من الاتحاد الأوروبي و عبدالاله بنعيم و حميد برادة و آخرين.
و يزداد الأمر غرابة إذا علمنا أن مدربي كرة القدم داخل القاعة أسسوا مؤخرا جمعية خاصة بهم و طرقوا أبواب جامعة كرة القدم من أجل النهوض بهذه اللعبة فبلد التنسيق معها لاختيار ضيوف يشرفون البلد بمعارفهم في مجالهم ينادى مع الأصدقاء و المقربين لملء ساعات البت بما شاء الله من كلام لا يخلو من هرطقة.
لكن الأمر في النهاية لا يبدو غريبا إذا علمنا ما يدور في كواليس لعبة كرة القدم داخل القاعة في المغرب و المتسلطين عليها من أصحاب المصالح الخاصة وهذا موضوع آخر يمكن التفصيل فيه لاحقا.