حصدت البطلة الواعدة مريم أزرور أول ميدالية للمغرب في بطولة افريقيا لأقل من 18 سنة المقامة حاليا في العاصمة الإيفوارية أبيدجان في مسافة 1500 متر متفوقة على عداءات كينيا و إثيوبيا لتفرض اسمها في تاريخ البطولة معلنة بزوغ نجمة قادمة للأضواء في السنوات المقبلة.
أزرور قطعت المسافة في ظرف (4.20.14د) متفوقة على الكينية جانيت نفيا التي حلت ثانية بتوقيت (4.20.43د) و الاثيوبية جيرما تيلاهونالماز الثالثة بتوقيت (4.21.97د).
مريم أزرور تألقت في البطولة الافريقية معوضة خيبة بطولة العالم للعدو الريفي التي أقيمت الشهر الماضي في الدانمارك بعدما حرمتها الإصابة من إنهاء السباق والمنافسة على مركز أفضل سواء في المستويين الفردي و الجماعي.
كل المؤشرات تؤكد أن مريم اسم سيفرض اسمه على الساحة في السنوات القليلة المقبلة حسب متخصصي ألعاب القوى يتنبؤون لها بمستقبل واعد في رياضة أم الألعاب لذلك سيكون على الجمهور المغربي تذكر هذا الإسم جيدا.
ولدت مريم في مدينة ميدلت يوم 5 ديسمبر 2002 وقضت طفولتها في تونفيت القريبة من بومية وفيها رصدتها أعين مؤطري نادي ملوية العليا بومية عاشت طفولة صعبة كشباب المناطق المهمشة البعيدة عن المركز خصوصا بعدما فقدت أمها في سن التاسعة لكن ذلك لم يمنعها من ممارسة الرياضة التي تهواها.
لمحتها المدربة فدوى السكاح في السباقات التي تقام نهاية الأسبوع أحدها أقيم في مدينة ابن جرير حينها شاركت مريم في سباق 2000 متر في الموسم الرياضي 2015/2016 حينها نضجت فكرة تنبي العداءة الصغيرة بالتشاور مع حميد الموساوي رئيس نادي ملوية العليا بومية وإلحاقها بأحد المراكز الجهوية لألعاب القوى أو أكاديمية محمد السادس بإفران لكن القانون لا يسمح بالتحاق العدائين وسط الموسم فكان عليها انتظار شهر سبتمبر من سنة 2016 لكي تحقق أولى خطوات الاحتراف.
لم يتأخر قبولها في أكاديمية محمد السادس بعدما نجحت في الفحوصات التقنية والطبية التي أجريت لها لتبدأ مرحلة أخرى من مسارها توجته بحصولها على المركز الثاني في مسابقة العدو الريفي في بطولة العالم المدرسية التي أقيمت في باريس في أبريل 2018.
توجت بذهبية الجمنزياد المدرس في مراكش محطمة الرقم القياسي للبطولة و حققت المركز الرابع في الألعاب الافريقية للشباب التي أقيمت في الجزائر ومنها تأهلت إلى أولمبياد الشباب الذي أقيم في بوينس أيرس الأرجنتينية حيث حلت خامسة.
اضطرت مريم للانقطاع عن الدراسة بسبب صعوبة التوفيق بين التدريب والمشاركة في الملتقيات خارج المغرب و الدراسة خصوصا في وجود مدرسين لا يتفهمون خصوصية بعض التلاميذ وحاجتهم لقليل من المرونة في التعامل مع حالات خاصة لا تستدعي التشدد مادام أن أكاديمية إفران لا تعتمد نظام “رياضية ودراسة” المعتمد مثلا في أكاديمية محمد السادس لكرة القدم في سلا مثلا، لكن أمل البطلة الواعدة في إكمال دراستها لم يتبدد بعد في انتظار الدخول المدرسي المقبل.
تجمع مريم حاليا بين عدة تخصصات ولا تجد صعوبة في التنقل بين مسافات 800 متر و 1500 متر و 3000 والعدو الريفي باعتبارها مكملة لبعضها وتزيد في الوقت الراهن من صقل موهبتها في انتظار التركيز على مسافة معينة.
علاقة مريم بمدربتها فدوى تجاوزت الأمور التقنية حيث باتت تشكل لها فردا من أسرتها الصغيرة، تتقاسم معها تفاصيل حياتها الصغيرة في انسجام و تكامل خصوصا وأن فدوى تدرك جيدا أهمية المحيط العائلي في حياة العدائين و الرياضيين من خلال انتمائها لعائلة رياضية وتجربتها الشخصية التي فرضت عليها يوما أن تختار التحصيل الدراسي وهجرة المضمار لذلك تتطلع لتعويض بتبني مريم.