أين اختفت كل الأصوات المنتقدة للحكام؟ وأين من طالبوا بإبعاد يحيى حدقة؟ وأين من ظلوا يوجهون سهامهم اللاذعة للتحكيم وتحميله مسؤولية خسارة فرقهم من جولة لأخرى؟
فجأة سكت الجميع وساد الصمت القاعة الكبرى التي احتضنت اللقاء التواصلي بين هيئة التحكيم و رؤساء الأندية والمدربين في مدينة الصخيرات وبلع الجميع ألسنته كأن شيئا لم يكن في مشهد استأسد فيه فوزي لقجع و هيمن فيه على الصورة كاملة فيما توارى المنتقدون إلى الوراء.
تلك خلاصة اللقاء التواصلي الذي نظمته الجامعة فرغم ضيق الهامش الزمني الذي خصص للمناقشة إلا أن كثيرين ممن دأبوا على انتقاد الحكام من بداية الموسم لم يجرؤوا على مجابهة فوزي لقجع بعدما انبرى للدفاع عن قضاة الملاعب بكلمات كان واضحا أنه اختارها بعناية فائقة حيث وجه رسائل واضحة للجميع و مشفرة للبعض.
كلمات لقجع كانت صارمة أحيانا و قاسية أحيانا أخرى و مستفزة في بعض الحالات خصوصا عندما أرجع انتقادات التحكيم إلى غياب الثقافة الكروية والأساليب التبريرية في إيجاد مخرج للهزائم كل أسبوع.
مداخلة يحيى حدقة الطويلة تحدث فيها عن الهيكل التنظيمي لمديرية التحكيم وآليات العمل سواء المتعلقة بالتكوين أو التعيين أو المتابعة و مناقشة الأخطاء و معاقبة المخطئين معززا حديثه بالأرقام إلى درجة أن كثيرين أبدوا تبرمهم من طول المداخلة التي لم تجب عن التساؤلات التي حضر الجميع لسماع الردود حولها.
لقجع دافع عن الحكام رافضا التشكيك في منهجية التعيينات معترفا بوجود أخطاء تظل حالات فردية واستثنائية وامتلك الشجاعة لانتقاد مجموعة من جوانب القصور منها غياب التكوين وميزانيته المنعدمة (0 درهم) والتقصير في العمل القاعدي وغياب الحكام المغاربة عن الساحة الافريقية والعالمية في وقت تفوقت فيه علينا دول ل تتوفر على ميزانيتنا ولا بنيتنا التحتية.
رئيس الجامعة بلغ به التحدي مداه حينما هدد كل حكم غير قادر على التعامل مع تقنية الفيديو بالإبعاد مؤكدا أن لا مكانه له في ملاعب الكرة رغم التساؤلات الكثيرة المرتبطة بالقدرة على اعتماد الفار (VAR) رغم العوائق التنظيمية واللوجستية التي يمكن أن تعترض هذه الخطوة.