“سأتحدث لكم عن نفسي. أحس كأنكم لا تعرفونني جيدا في الوقت الراهن لكن ستفعلون يوما ما. سأتأكد من تحقيق ذلك وعندما تفعلون ستتذكرون هذه القصة وبعض الحقائق الطريفة لإبهار الناس حولكم.”بهذه الكلمات قدم الدولي المغربي أمين حارث لشريط فيديو يعرض مجموعة من الحقائق عنه بلسانه على موقع theplayerstribune.com.
في الأسطر التالية ترجمة لحديثه كاملا:
أنا مغربي فرنسي ولدت في بونتواز شمال باريس وهناك بدأ كل شيء.
أبي وأمي و أختي وأنا عشنا في منزل صغير فقد كانوا فريقي وكل شيء بالنسبة لي. في بونتواز أنت تحتاج لفريقك الخاص فقد كانت المدينة الآمنة إلا حدود سنة 2000. والداي لم يكونا يسمحان لي باللعب بعيدا عن باب المنزل. عندما أبتعد عن الباب بما يناهز 15 قدما تخرج أمي لتناديني: “أمين!!! هل ترى هذا الرصيف هناك؟ لا تتجاوزه.”
بونتواز مدينة جميلة اليوم لكن لم تكن قبل ذلك. إن عشت هناك –ليس فقط أن تحيى فيها- ستكون لديك بالتأكيد عقلية الشارع تلك. يمكنك أن تحيى في منطقة صعبة وتهتم بشؤونك الخاصة فقط. لكن أنا اسمي أمين و أحاول أن أعيش وأعرف مدينتي وألعب كرة القدم في الشوارع وأكون مجموعة من الأصدقاء ومثل هذه الأمور.
لذلك كنت أحتاج لعقلية الشارع.
إليكم مثالا: ينتهي العمل في المدرسة التي كنت أرتادها في عمر 14 سنة عند حدود السادسة ليلا كل يوم ومعظم الآباء يأتون لمرافقة أبنائهم إلى المنزل لكنني أقنعت أمي بتركي أعود وحدي. لست متأكد من السبب الذي دفعني لذلك لكني كنت أريد أن أكون قويا ومعظم الليالي بدل أن أعود للمنزل كنت أذهب لملعب كرة القدم. كنت أملك حذاء بئيسا بأربطة طويلة جدا حيث كنت مجبرا على طيها حول كاحلي أربع أو خمس مرات. بدوت حينها سخيفا، عموما لعبت به لما يقارب الساعة ثم عدت للمنزل.
أمي كانت مستاءة لكني كنت أحس بأنها تتفهمني شيئا فشيئا كما لو أنني احتجت لأفعل ذلك من أجل امتلاك ذلك المكان.
كنت أعود إلى المنزل لأجد بيتي يشاهد التلفزيون متبعا بعد يوم عمل شاق في المستشفى في حين كانت أمي تشتغل سكرتيرة. لقد عملا بجهد من أجل العائلة لكن في بعض الأحيان لم يكن الأمر كافيا. أتذكر أننا في نهاية بعض الأشهر كنا نتحلق حول المائدة ولم يكن هناك ما يكفي لنجتمع حوله لأننا مجبرون على توفير المال من أجل إيجار السكن.الآن يمكنني تفهم ذلك لكن وقتها كان الأمر صعبا.
كل ذلك منحني رؤيا الآن بصفتي لاعب كرة قدم. لماذا أتواجد هنا وماذا أفعل. أحس أنني أملك هدفا.
لذلك أضحك عندما يسألني الناس:”أمين لماذا لا تلعب لفرنسا؟ أليس مرد ذلك إلى كون اللعب للمغرب أسهل؟
الأمر ليس كذلك. ليس كذلك مطلقا.
أحب فرنسا لأنها منحتني كل شيء في حياتي لكن المغاربة هم أهلي كذلك. لا أستطيع وصف الارتباط بهذا البلد. فرنسا منحتني الكثير لكن عائلتي هي كل شيء وهي مغربية فأجدادي و أعمامي و أخوالي مازالوا يقطنون في المغرب. لذلك عندما كنت مجبرا على اختيار لمن ألعب شعرت بكوني مدين لهؤلاء.
تتذكرون كيف قلت أنني كنت بحاجة لعقلية الشارع؟ تطلب من الكثير من الوقت لأكون عاطفيا. لكني عندما فزت مع المنتخب الوطني على ساحل العاج في الصيف الماضي وتأهلنا للمونديال بكيت. بكيت كثيرا. دموع الفرحة وعندما عدنا إلى المغرب كان الدعم لا يوصف. لم أر ذلك مطلقا في حياتي وأريد أن أعيش تلك اللحظة مرة أخرى بل مليون مرة.
أريد أن أجلب الفرح للمغرب.
كل ما فعلته كان من أجل عائلتي وإن كنت من المغرب فأنتم عائلتي.
الآن بتم تعرفون قليلا عني. وأتمنى أن تتذكرون بعضا من ذلك لأنني أبلغ من العمر 21 سنة فقط ومازال هناك الكثير أمامي.
ثقوا في ذلك وتذكروه أيضا.