تابعت عن قرب منافسات كرة السلة 3×3 برسم منافسات الألعاب الإفريقية التي تحتضنها بلادنا منذ التاسع عشر من الشهر الجاري، والتي أفرزت العديد من التساؤلات حول وضعية هذا النوع الرياضي المتميز الذي أصبح رياضة أولمبية، وبالتالي رياضة دخلت لأول مرة في تاريخ ألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 2018 .
سنة 2014 ، كانت هناك وعودا وآمالا ليكون المغرب قبلة لاحتضان رياضة كرة السلة 3×3 على أعلى مستوى ودوليا بالخصوص ، لكن بعد ذلك تبخرت الوعود لتصبح الآمال أحلاما فقط.
بعد عام 2014 بأربع سنوات، و بالضبط سنة 2018 ، احتضنت مدينة طراغونة شمال شرق إسبانيا، الدورة الثامنة عشرة لألعاب البحر الأبيض المتوسط، بمشاركة ما مجموعه 113 رياضيا مغربيا في 20 تخصصا رياضيا وهي ألعاب القوى، كما جرت العادة، بحصة الأسد بـ23 مشاركا، تليها كرة القدم (18)، والجودو (10)، والتايكواندو (8)، والكاراتيه (7)، والملاكمة (7)، والمصارعة والغولف ورياضات الفروسية (5)، وكرة الطائرة الشاطئية (4)، والسباحة وركوب الدراجات والبولينغ (3)، ورفع الأثقال والترايثلون والتنس والرماية والكرة الحديدية (2)، والمبارزة والجمباز بمشارك واحد. كما شارك في هذه الدورة 51 مؤطرا وثمانية حكام مغاربة.
واستضافت هذه المدينة السياحية الجميلة، طيلة 10 أيام، 4000 رياضيا من 26 جنسية، و1000 حكما وممثلا عن اتحادات دولية ولجنة الألعاب الدولية، و1000 صحفي من كافة أنحاء العالم، و3500 متطوع مكلف بالمسائل التنظيمية، وأكثر من 150 ألف مشجع.
وتعتبر ألعاب البحر الأبيض المتوسط مسابقة متعددة الرياضات تنظم في إطار الحركة الأولمبية، بإشراف من اللجنة الأولمبية الدولية. وتتم المشاركة من قبل اللجان الأولمبية لكل بلد عضو التي تشكل اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط، في الحيز الجغرافي للبحر الأبيض المتوسط .
وخلال هذه الدورة، تم إضافة كرة السلة 3×3 لأول مرة في تاريخ ألعاب البحر الأبيض المتوسط،
إلا أنه مع الأسف الشديد، لوحظ عدم مشاركة المغرب في هذا النوع الرياضي ،حيث كان مناسبة حقيقية لجعل هذا النوع الرياضي محط إهتمام الجميع.
من تابع معي منافسات كرة السلة 3×3 في الدورة الإفريقية، يستنتج بدون شك مدى الحضور المغربي فيها في غياب استراتيجية واضحة المعالم.
وقد كانت وزارة الشباب والرياضة على حق ،حتى تكون مشاركة المغرب ثابتة، بحكم إدراجها ضمن الرياضات المشاركة، رغم عدم وجود بطولة منظمة لها داخل أرض الوطن.
ففي الوقت الذي كان بالإمكان إعطاء الأهمية لكرة السلة 3×3 في المنظومة الرياضية لها خصوصية وقوانين ولجنة خاصة وحكام متخصصين وبرامج منظمة من طرف اللجنة التقنية، لاحظنا الاكتفاء فقط بتنظيم مهرجانات ودوريات مصغرة محلية في بعض الجهات ،لها طابعا محليا لا غير ، والبعض منها كان تدخل في إطار برامج الاتحادين الإفريقي والدولي لكرة السلة بدون أن تقدم الجامعة تقريرا لها والتجهيزات لتنظيمها.
من تابع معي منافسات أيضا كرة السلة 3×3 في الدورة الإفريقية، يلمس حقيقة مشاركة المنتخب الوطني المغربي لكرة السلة ذكورا وإناثا، وحتى إن كان الاختلاف في كيفية اختيار العناصر الوطنية، فإننا لا نختلف بأن كرة السلة المغربية تتوفر على ترسانة مهمة من اللاعبين واللاعبات الجيدين، لكن مع الأسف الشديد ضاعت أحلام الارتقاء بها في غياب استراتيجية واضحة المعالم وبطولة منظمة تعرف التنافسية والمقابلات المستمرة، وخير دليل على ذلك هو خروج المنتخب الوطني المغربي للذكور من ربع النهاية بفارق نقطة يتيمة أمام منتخب مالي الذي يشارك في كل البطولات إفريقيا ودوليا وكان المنتخب الوطني المغربي لكرة السلة الأقرب من التأهل لنصف النهاية.
هذه المعادلة، نؤكد أن بلادنا تتوفر على رياضيين في المستوى المطلوب، لكنها تنقصها الكفاءات الوطنية لمسايرة الركب الحضارى وخاصة في مجال كرة السلة.
لهذا حان الوقت لكي يدرك الجميع أن المغرب أضاع التأهل لمونديال الصين وأضاع زعامة إفريقيا لكرة السلة المحليين وأضاع كذلك الظهور بالوجه المشرف في الألعاب الإفريقية، لسبب واحد هو أن الإدارة التقنية عاجزة وغير قادرة على مواكبة التطورات واستغلال قدرات العناصر الوطنية التقنية والفردية التي لم تعرفها كرة السلة المغربية على الإطلاق في غياب المعدات الأساسية والتجهيزات التي يجب التعرف على انعدام وجودها.