بقلم – عصام الطالبي
أصبحت أندية البطولة الاحترافية تعاني بشكل متزايد من تداعيات نزاعاتها المالية مع لاعبين ومدربين سابقين، والتي أدت إلى صدور أحكام ملزمة بالأداء من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” والمحكمة الرياضية “طاس”، إضافة إلى قرارات المنع من الانتدابات التي فاقمت الأزمة وجعلت العديد من الفرق عاجزة عن تعزيز صفوفها.
هذا الوضع أجبر العديد من اللاعبين المغاربة على البحث عن آفاق جديدة خارج البطولة الوطنية، حيث شهدت الأشهر الأخيرة موجة هجرة كبيرة صوب بطولات عربية مثل ليبيا، مصر، الإمارات وقطر، بحثا عن استقرار مالي وفرص رياضية أفضل، في ظل أزمة الأندية المغربية التي لم تعد قادرة على الوفاء بالتزاماتها التعاقدية.
ورغم أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والعصبة الوطنية الاحترافية تحاولان احتواء الأزمة، إلا أن غياب حلول عملية جعل الأندية تغرق أكثر في المشاكل المالية، خاصة أن بعضها مطالب بأداء ملايين الدراهم كتعويضات، وهو ما يحرمها من إبرام صفقات جديدة لتعزيز صفوفها خلال فترات الانتقالات.
وأدى هذا الوضع إلى تراجع المستوى التنافسي للبطولة الوطنية، حيث أصبحت الفرق غير قادرة على مجاراة الإيقاع القوي للمنافسة القارية، كما أن غياب الاستقرار المالي والإداري يؤثر على جاذبية الدوري المغربي الذي كان يعتبر أحد أقوى البطولات الإفريقية والعربية.
وتطالب العديد من الأندية بضرورة تدخل الجامعة والعصبة لإيجاد حلول عاجلة لهذه الأزمة، سواء من خلال مساعدة الأندية على تسوية نزاعاتها أو وضع آليات لضمان التسيير المالي السليم، تفاديا لتكرار السيناريو نفسه في المواسم المقبلة، خاصة أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى مزيد من التدهور في مستوى البطولة وانخفاض قيمتها التسويقية.