في اليوم الدراسي حول: “سمات وخصائص الخطاب الإعلامى الرياضي في المغرب”
الدعوة إلى الرقي بالمصطلح الرياضي وتبسيطه وتوحيده
انتهى اليوم الدراسي الذي نظمته الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين بشراكة مع معهد الدراسات والأبحاث للتعريب التابع لجامعة “محمد الخامس” بالرباط، يوم الخميس 27 دجنبر 2018، بمقر المعهد، حول موضوع “سمات وخصوصيات الخطاب الإعلامي الرياضي في المغرب”، إلى دعوة الإعلاميين والباحثين إلى حركة شاملة ترقى بالخطاب الإعلامي، وتعلي صوت العقل وروح الوطنية وقيم التعايش.
وافتتح اليوم الدراسي بكلمة للأستاذ محمد الفران مدير المعهد، حيث عبر عن سعادته بتنظيم هذا اليوم الدراسي بشراكة مع الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين، مبرزا أن المعهد وجد في الرابطة الشريك الجاد والملتزم بالانفتاح على الخبراء والباحثين في مجال اللغة العربية، لتطوير الخطاب الإعلامى الرياضي في المغرب، وأكد أن المعهد مستعد لوضع خبرته وأطره رهن إشارة الإعلاميين الرياضيين لبلورة مشاريع علمية مشتركة معهم.
من جانبه، أكد عبد اللطبف المتوكل رئيس الرابطة أن الغاية من تنظيم هذا اليوم الدراسي هو الاستفادة من تجربة المعهد، وتقييم الخطاب الإعلامي الرياضي الوطني، لتحديد مميزاته وخصائصه، والوقوف على تجلياته السلبية، قصد تطويره ليساهم في التثقيف والتوعية والتصدي لكل الظواهر المشينة، وتنمية صرح الرياضة الوطنية، مشيرا إلى أن هذا اليوم الدراسي يعتبر بداية لعلاقة تشاركية واعدة مع المعهد، ستتلوها أنشطة أخرى لمقاربة مختلف القضايا التي تهم المشهد الإعلامي الرياضي الوطني.
بعد ذلك انطلق اليوم الدراسي، الذي أدار أشغاله الأستاذ عبد الفتاح الحمداني، عن معهد الدراسات والأبحاث للتعريب، بمداخلة للزميل يونس الخراشي، نائب رئيس الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين، تمحورت حول توحيد المصطلحات الإعلامية للصحافيين الرياضيين، ضمنها تجربة فريدة كان خاضها وزملاءه في يومية “الصباح”، على عهد رئيس التحرير حسن العطافي، وأنتجت ثلة من مريدي المصطلح الدقيق، والمتوافق مع قيم الوطنية والتعايش والتسامح.
المداخلة الثانية، التي هيأها الأستاذ محمد الراضي، عن المعهد نفسه، وكانت حول موضوع عربية الصحافة المكتوبة في المغرب، وضعت اليد على جرح التكوين الصحافي وعلله، فضلا عن المآلات التي يؤدي إليها، بفعل تخريجه لثلة من الإعلاميين الذين لا يتقنون اللغة، ومن تم يكتبون مقالات ركيكة، تفسد الذوق، ولا تؤدي المعنى، وهو ما يستوجب التوقف عند هذا الجانب، وإصلاحه، حتى يصلح المنتوج بشكل عام.
وفي مداخلته حول موضوع المفردات في الصحافة الرياضية وتأثيرها في الشغب، وجه الأستاذ إدريس مغاري، وهو مهتم بالقيم الرياضية، وصاحب مؤلفات فكرية، الاهتمام إلى الصلة الواضحة بين المصطلح المستعمل في الإعلام الرياضي والشغب في الملاعب، على اعتبار أن الكلمة لها حياة، وهي حياة قد تكون سلبية، مثلما يحدث عندما يستعمل الإعلاميون كلمات ذات حمولات عسكرية حربية، تؤجج الصراع في مدرجات الملاعب، وقد تشعلها.
وفي مداخلته حول موضوع تطور اللغة في الصحافة المغربية، أوضح الزميل هشام رمرام، الإعلامي البارز، وعضو الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين، أن اللغة في إعلامنا هي في واقع الأمر لغات متعددة، إذ فضلا عن اللغة بمفهومها الكلاسيكي، هناك لغات أخرى معززة، ضمنها على سبيل المثال توزيع المقالات على الصفحات، والبنط، والصورة، وكذا الصوت والصور في الإذاعة والتلفزيون.
الأستاذ أحمد بريسول، عن معهد الدراسات والأبحاث للتعريب، ساهم بمداخلة قيمة تحدث فيها عن موضوع “بنية العنف اللفظي في لغة الإعلام”، وفي هذا الصدد بين بالرجوع إلى عدة أبحاث علمية أكاديمية، خلو اللفظ في ذاته من أي عنف، مبرزا أن الحمولة الثقافية والصوتية هما اللتان قد تجعلانه بمعنى قدحي عنيف، مذكرا بأن المصطلح الإعلامي يختلف من المكتوب إلى الإذاعي إلى التلفزيوني، وملحا على ضرورة الانتباه إلى خطورة ما ينتجه.
وأثرت المداخلات والأسئلة الحارقة التي طرحت في النقاش المفتوح ما تفضل به الأساتذة من مداخلات، سيما أن المتدخلين، من إعلاميين، وأكاديميين، ومدربين، ومؤطرين، ورياضيين، وحكام، وغيرهم، أثاروا الانتباه إلى الوضع الذي يعيشه الإعلامي في المغرب، فضلا عن تطور الوسائط، وتطور المجتمع نفسه، ليخلص الجميع إلى أن الرقي بالمصطلح الإعلامي وتوحيده صار ضرورة ملحة، لتطور الإعلامي والإعلام نفسهما، كما وجه المشاركون في اليوم الدراسي عناية الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين ومعهد الدراسات والتعريب إلى وجوب الانكباب على معجم يجمع المصطلح الرياضي، ويوثقه، ويبرز مضامينه، كي يبقى ذخيرة للجميع.
ولم يفت الحضور أن يركزوا على أن هذا العمل المتميز، الذي مضت فيه الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين بشراكة مع معهد الدراسات والأبحاث للتعريب، من شأنه أن ينبه القائمين على السياسات الرياضية، بل والمجتمعية عموما، إلى أن القيم المغربية الكبرى تعتبر مشتركا جمعيا يتعين المحافظة عليه بكل السل، وليس تعريضه للهزات، مما قد ينتج عنه شغب عنيف، يضر الجميع.
وتجدر الإشارة إلى أن الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين كرمت في ختام هذا اليوم الدراسي الأستاذ محمد غاليم من معهد الدراسات والأبحاث للتعريب بمناسبة تقاعده، وأربعة أسماء إعلامية رياضية مرموقة، وهي قائمة بلعوشي من القناة التلفزيونية الوطنية الأولى، وخالد ابو شكري من وكالة المغرب العربي للأنباء، ومحمد بن الشريف الصحافي السابق بالوكالة نفسها، وحميد الزموري من الإذاعة الوطنية.